الأحد، 22 أبريل 2012

الجواب اللين يصرف الغضب


( 1صم25: 1)
( موت صموئيل ) : 
بعد فترة جهاد طويلة - إذ دُعي صموئيل وهو في الثانية عشرة من عمره، وبقى يخدم الرب وشعبه بكل أمانة حتى بلغ التسعين من عمره - مات فاجتمع جميع إسرائيل وندبوه كما ندبوا موسى النبي وكان شاول هو الملك، لكن صموئيل كان
القائد الروحي للأمة. وسواء عندما كان صبيا، أو وهو شيخ، كان صموئيل يحرص على أن يسمع الرب، ويطيع أوامره. وبموت
صموئيل، ظل بنو إسرائيل بلا قيادة روحية إلى أن أصبح داود ملكا.


(1صم 25: 11)
(رفض نابال مساعدة داود ) :
رفض نابال بجفاء طلب داود إطعام رجاله الست مئة. وقد كان واجب الضيافة يقتضي 
إطعام المسافرين مهما كان عددهم. وكان نابال غنيا جدا، وكان في إمكانه إجابة طلب داود بسهولة. وثانيا، لم يكن داود يطلب حسنة،
فقد حرس هو ورجاله رجال نابال وممتلكاته، وكان جزء من ثراء نابال يعود إلى يقظة داود. ويجب علينا مكافأة من يحموننا
ويساعدوننا على النجاح، حتى وإن نكن غير ملزمين بعمل هذا قانونا أو عرفا.


+++لاحظ أسلوب داود اللطيف الذي بدأ بالدعاء ثم الإشارة إلي اليوم الطيب ، وبإتضاع دعا نفسه ابناً لنابال قبل أن يسأل طلبه ،،،
ليتنا نتعلم أن نبدأ حديثنا دائماً بكلمات رقيقة وتنمي الخير لمن نخاطبه . فبهذا الأسلوب تستطيع أن تكسب الكثيرين وتلين القلوب.


(1صم 25: 17)
( قرار داود بمعاقبة نابال ) :
رجع رجال داود إليه وأخبروه بما فال نابال ،، مما أغضب داود جداً فعزم علي قتله وإذا كان نابال بحماقته قد جلب علي نفسه كل هذا ، فداود أيضاً بغضبه الذي سيطر عليه كاد أن يرتكب حماقة أكبر ولو كان قد فعل ذلك
لكان اتهم طول عمره بأنه قاطع طريق وقاتل دموي ... فاحذر من أن تكون نابال القاسي المتسرع أو تكون داود في لحظة غيظه
وغضبه اللذين أعمياه.


(1صم 25: 38)
( حديث أبيجايل وداود ) :
علمت أبيجايل بما حدث مع عبيد داود فأسرعت بهدايا لتقابل داود قبل أن يقتل زوجها و اسم أبيجايل يعنى (أب = أب أو مصدر + جايل = الفرحة ) وكأنها بحكمتها صارت مصدر فرح. وغلمان نابال عرفوا أن سيدتهم هى
الحكيمة أمّا سيدهم أحمق لذلك أتوا لأبيجايل ولم يذهبوا لنابال ،،، من الوسائل الهامة التي تعبر بها عن محبتك للآخرين تقديم الهدايا ،
فتكسب محبتهم خاصة إن كانوا في ضيق أو غضب أو عداوة ، فالمحبة تكسر الكراهية وتعيد السلام.
+++ لم يكن داود في حالة تسمح له بالإصغاء، وهو في طريقه إلى مزرعة نابال ، ومع ذلك توقف ليسمع ما تقوله أبيجايل، فلو أنه
تجاهلها، لأصبح مذنبا في قيامة بالانتقام بنفسه .ومهما كنا نظن أننا على صواب، فيجب علينا دائما أن نحرص على التوقف للاستماع
لما يقوله الآخرون. فما نبذله من جهد ووقت في هذا، يوفر علينا الكثير من الألم والتعب، على المدى البعيد
قدمت أبيجايل لداود جواباً ليناً يصرف الغضب. سيدي يحارب حروب الرب: أي يا سيدي أنت مشغول بحروب مقدسة للرب فلا تنتبه
للأشياء الصغيرة بل أترك الانتقام للرب. ولم يوجد فيك شر كل أيامك: فلا تلوث أسمك وتاريخك بعمل كهذا ولا تجعل شاول الرجل
الذى يطاردك ويطلب نفسك، يتصيد عليك خطأ بدون داعٍ.


+++تعطينا أبيجايل جميعاً مثلا للحكمة واللسان الحلو العذب الذي يصرف الغضب ويمنع الشر . ليتنا نأخذ درساً في التعامل مع
الغضوب المنفعل ، وننظر إليه كانسان مسكن لا يعلم ماذا يفعل ، فنذكره بفضائله ونقدم له المحبة والاهتمام والاعتذار باتضاع ، فتلين
قلبه ونعيه لهدوئه.


+++ قبل داود المتضع عظة أبيجايل وأعتبرها رسالة إلهية يشكر الله عليها بأنه منعهُ عن إتيان دماء والقتل. ومن تواضع داود كان
يقبل مشورة الآخرين مادامت سليمة. هنا برزت حكمة كلا من داود و أبيجايل. ولقد فضل داود أن يكسر كلمته في الانتقام من نابال
عن أن يحفظ وعداً مرتبطاً بالقسوة والانتقام.


(1صم25: 44)
( زواج داود ):
اختار داود أبيجايل زوجة من أجل حكمتها و اتضاعها ومحبتها ولطفها ، لذا يا أخوتي فالاستعداد للزواج 
هو التحلي بالفضائل المسيحية التي تؤهل لتكوين علاقة زوجية على مستوي روحي في التفاهم والود وليس بالاستعدادات المادية
الزائلة والتي قد تخدع البعض ولكنها تؤدي الي علاقات زوجية فاشلة.
++++++++++++++++++++++++
صلاة
ربي الحبيب أن أكون ضعيفا وأنت معي خير لي من أن أكون قويا وأنت مفارقنى ،،، داود النبي هزم جليات بقوتك يا رب المجد فساعدني يا رب
أنا الضعيف كي اترك الخطية والتصق بك لاني كلما اتركها ارجع وأعود إليها ،،، اعطني آن أتضع كما فعل الأنبا انطونيوس و اتضاعى هو أن
أتذكر اننى رماد ،،، هبني القوه التي بها أواجه ضعفي حتى تتفاضل نعمتك معي وتأتى معونتك ... إذ أن الخطية ناعمة كالحية فهي تبدأ بخيوط
من حرير و تضعني في قيود من حديد ... اعطني يا رب قلب يعرف أن يحبك ، و اعطني قلب يلتهب بحبك فانا في حاجه شديدة إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة